نمط الانتاج

يتناول المؤلف مفردات من الموروث الإنساني والاجتماعي لمدينة جدة لما اتسمت به المنطقة  من ثراء يتمثل في احتوائها لثقافات متنوعة ومختلفة انصهرت وشكلت نسيجاً ثقافياً وفكرياً فريداً وقد منحها ذلك الانسجام تجربة إنسانية عميقة  وكذلك قدرة على مقاومة الظروف ومواجهة المتغيرات على مر تاريخ المدينة القديم.

 

  حيث يركز المؤلف على تناول محاور موضوعية من خلال  البحث الاستقصائي الصحفي الذي يعتمد على التسجيل والتدوين الشفهي والبحث في المصادر المختلفة وتسجيل وقياس التغيرات الاجتماعية ومراحل التطور وإفرازاتها مما يعطي أهمية لهذا الطرح  لكونه مادة أولية يمكن للباحثين والمهتمين والدارسين إعادة تناولها وتطوير الكتابة في مجالاتها .

 

 وقد اكتسبت المنطقة تفرداً له خصوصيته بوصفها مدخلاً لمكة المكرمة والبقاع المقدسة عبر التاريخ حيث يحتشد المسلمين من جميع الأصقاع للتوافد على المنطقة في مواسم الحج عبر بوابة هذه المدينة التاريخية فشكلت انصهاراً متجانساً منح المنطقة هذه الحالة الثرية من التشكيل الاجتماعي والثقافي بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية والتجارية لكونها مخزن السلع حيث تنال المدينة أهميتها لوجود مينائها التجاري القديم الذي كان له تأثيره على تجارة المنطقة وتطورها .

 

 وقد عمد المؤلف في إعداد المادة العلمية على المزج بين البحث الاستقصائي الميداني الذي يعتمد على التسجيل والتدوين الشفهي وكذلك على كتابة مواد موضوعية ذات قيمة مضافة لحداثة طرحها كما في كتاب حكايات العطارين وكتاب المعمارين وكتاب الأسطورة في مدينة جدة وهو خط انتاجي تفرضه الحاجة إلى طرح مباحث موضوعية تقدم أطروحات جديدة للباحثين والمهتمين والدارسين.

 

وقد وجه المؤلف اهتمامه لهذا الجانب من تاريخ المنطقة نظرا للنقص الشديد والملح لإنتاج مؤلفات تعتني بتاريخ المنطقة الاجتماعي والإنساني وبتوظيف جميع عناصر البحث الاستقصائي الميداني والبحث في المصادر المكتوبة والشفهية والمذكرات اليومية ومدونات الرحالة  ، حيث أن النقص الشديد للكتابة عن المنطقة  يجعل القارئ والباحث والمهتم متعطشاً لما يُنتج ويُكتب ، مما يجعل العناية بهذا الجانب من تاريخ المنطقة يعد مسؤولية مهنية وتاريخية.

 

ويقول المؤلف :"كنت كلما تطرقت لموضوعاً ذات صلة بفكر المجتمع القديمة أدركت بأني أمام منعطف مثير لاهتمام المتلقي للنقص الملحوظ والحاجة الماسة لمنتجات تعتني وتغطي الاهتمام بهذا الجانب فلا أبالغ إن قلت بأن المدينة التاريخية قد غاب عن ساحتها تسجيل ورصد الكثير من الكتابات وربما كنت محظوظاً بأني قد التقيت بعدد من المعمرين وسجلت معهم عدد من الحوارات التي شكلت رصيداً ومصدراً شفهياً هاماً أثرَت موضوعات البحث بالمحاكاة والمعايشة الواقعية في تفسير الظواهر والأحداث، فقد شهدت المدينة خلال القرن المدينة تغيرات جذرية في طبيعة تعاطيها مع الظروف الراهنة والمشكلات من ذلك هدم سور المدينة في العام 1367 هـ حيث خرجت من عزلتها المؤطرة بسور مشيد يقيد حركتها وتوسعها."

 

وقد استند المؤلف لخبرة مهنية صحفية من خلال تسجيل الحوارات وإجراء المقابلات وتوثيقها وجمع المعلومات الأولية من مصادرها الأم وكذلك إجراء المقارنات ورصد المتغيرات مما كان له الأثر البارز تطور الكتابة من مشروع لآخر وذلك بتناول مفردات موضوعية والسعي لتغطيتها وربطها بالسياقات المختلفة. 

 




Leave a Comment