بعض الأزواج يريدون زوجة حسناء وتتمتع بصفات خاصة فتكون وديعة كالقطط وصبورة كالجمل ولها أذنا فيل في صيغة شديدة المبالغة لمواصفات الزوجة اللطيفة والرقيقة والصبورة التي لا عيوب فيها ولا مواطن سوء..
أما أذن الفيل العملاقة حجماً واتساعاً فهي كناية عن القدرة الهائلة على الاستماع للغير دون أن تردّ بما يسيء ، فبها تمرر الزوجة كل شوائب زوجها ونزق سلوكه المنفلت فمهما ألقت سمعها لعباراته وكلماته وانتقاداته فتتجاهل ولا تتجاوب فما يدخل من اليمنى يخرج من الأذن اليسرى إلى أن تهدأ العاصفة وتمر بسلام وتستطيع بعدها أن تنال ما تريد بعد أن تذهب الرياح بالغيوم الملبدة ، لأن الرجل كثير الكلام قليل الأفعال وليس في مقدوره غير الثرثرة التي لا صدى لها في غير نفسه المعتلة وهو أبلغ تصوير للحكمة ورجاحة العقل وهي بهذه الصفة تتجاوز المواقف وتمر عليها الرياح العاتية برداً وسلاماً..
وقد لفت انتباهي ما دونته امرأة خبيرة في إحدى المنتديات عن أذنا الفيل التي يجب أن تتمتع بها الزوجة إن أرادت أن تتجاوز صفاقة بعض الأزواج الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب كما هو المثل الشعبي ومثل هؤلاء الأزواج الانفعاليين اعتادوا على النقد على كل شيء ولا سبيل لها لتعيش بسلام إلا إذا استعارت أذني فيل ..
تلك النظرة من زاوية الزوجات أما الأزواج فلهم في ذلك من ملاحظات ما يطول شرحه وواقع نسب الطلاق المرتفعة يبرهن أن الأمر فيه مشكلة اجتماعية متجذرة التعقيد وأقل ما يمكن قوله أن التأهيل والتثقيف النفسي مطلوب للاثنين لضمان استقرار مؤسسة الزواج لأن كل منهما يريد من الأخر ما ليس مطلوباً منه فلا الزوجة تحتاج لخدمات الفيلة ولا لمواصفات القطط ولا لطاقات الجمال لتتجاوز العقبات المصاعب والكلام ينطبق على رفيق دربها وشريك حياتها لأن أسباب الطلاق في مجملها لا تعدو كونها مسألة عدم اتفاق على إدارة الحياة بين الطرفين أي المظلة التي توفر المعرفة بحاجات ومطلوبات كل طرف وإزاحة التقاليد المتوارثة التي قد تحمّل كل منهما ما لايطيق فيحدث الانهيار والتصدع في العلاقة.
ولكن ما يجب ذكره هو أن الزوجة هي عمود البناء وهي سبب استقرار وبقاء كثير من البيوت .. فكم من بيوت كان الزوج يمضي فيها الزوج مستكعاً بين الحل والترحال منشغلاً في بتجاربه وأصدقائه بينما تبقى الزوجة هي والراعية لكل شؤون البيت وكم من أزواج لا كفاءة لهم في إدارة منازلهم ولولا وجود الزوجة وصمودها وثباتها وكفاحها لانهار كيان البيت وتهدمت أركانه ولكن تظل كالطود تواجه المواقف وتؤازر صغارها وتقوم بالأدوار الشمولية في جميع شؤون المنزل وكان في حياتها كظل رجل لا أكثر هذه الحالات موجودة بدون شك وإن كانت في حدود قليلة ولله الحمد.
عبدالعزيز عمر أبوزيد