تجتمع في أزمنة مدينة جدة الكثير من الحكايات، لتميز موقعها البحري، ونشاطها الاقتصادي المتجدد عبر التاريخ، الذي جعلها تصبح بوابة
.لطريق الحرمين الشريفين، فيما انطلقت حضارتها المعاصرة في العهد السعودي منذ ما يقارب مائة عام
.«ومن الألقاب التي عرفت بها مدينة جدة لقب »عروس البحر الأحمر
واجهة التراث «
ومن بقايا الأمس يظل جزء من البناء التراثي حاضرا في مدينة جدة، الذي اشتهرت به في (الرواشين) مشتركا في النمط مع مكة والمدينة
وينبع، وكذلك في مصر والعراق واليمن، حيث تعّد أحد عناصر العمارة التقليدية في الماضي، وتعرف أيضا بـ)المشربيات( ذات العالقة بمكان
فخاريات مياه الشرب للتبريد، وكانت هذه الواجهات هي الأبرز في جدة القديمة حتى اليوم، كواحدٍة من مظاهر التواصل الثقافي والفني بين
.الأجيال، في هذه الملامح وبما تحمله من ذاكرة بصرية شاهدة على فن أصيل
خصوصية البيوت «
وبحسب الباحث في مجال الموروث الإنساني والاجتماعي عبدالعزيز أبوزيد، فإن لمدينة جدة تميزا في جمال بيوتها القديمة، فال يختلف اثنان
على أن المتجول في حاراتها القديمة سيسرق أنظاره مشهد (الرواشين) في واجهات تلك البيوت، وهي تعكس مستويات معيشية في زمن بنائها،
ويتضح ذلك في حجم الروشان وطريقة مكوناته البنائية، في حين تكون للروشان وظائف متعددة، ويتشكل من ستائر خشبية ذات زخارف
.مدروسة، كما تحقق هذه الستائر جانب الخصوصية للنساء داخل المنزل، مع إطلالة على الشارع ومجال لدخول الضوء والهواء
الجذب السياحي «
وأضاف أبوزيد: ال يزال هذا الإرث بحاجة لعناية واهتمام، فالمنطقة التاريخية بجدة تحتاج إلى مزيد من المشروعات والمهام العملية، مع تركيز
الجهد إستراتيجيا في مختلف الأبعاد، بحيث تراعي الأهمية الفنية في نوع التصنيف للمباني، والأخذ في الاعتبار أن هناك إمكانية التطوير
للجذب السياحي، ومثال ذلك التجارب الناجحة للعديد من المدن العربية والأجنبية في حماية المواقع المماثلة، وترميمها وتشغيلها على مدى العام
.وليس في مهرجانات محدودة
توثيق الهوية «
وقال الباحث أبوزيد: في كتاب »المعماريون في جدة القديمة«، قمت بتفكيك الشكل المعماري لجدة القديمة، محاولة لتناول مفردات المكون
الثقافي عموما، بهدف توثيق الهوية الثقافية المحلية، ذلك ألّن البيت القديم هو إرث تاريخي وحضاري، وفي هذا المجال تكون النظرة إلى قيمة
تحكي قصص بيوت الحارات الأربع في جدة وموروثها الإنساني، الذي سكن خلف تلك (الرواشين)