كلما تضرم وجهه وصعر خديه لي أثناء حديثه معي كنت أعد جهاز الاستشعار وإشارات الاستقبال عندي إلى ولوج موجة جديدة من سخطه وبغضه وغضبه كعادته المعروفة فهجومه الشرس قد يشنه ضد شخص أو ربما عدة أشخاص لا يروقون له ولا يهوى سماع ما يبهج عنهم ، وأتحمل كعادتي ما يلقيه على مسامعي من عبارات ساخطة وغاضبة تنم عن حسده تجاه من تركوه في هذه الحالة سواء كانوا قاصدين أو عن غير قصد ..
جبر الملقب بالحسودي لا بد أن ينهي عباراته الحاسدة الساخطة أو يبدأَها بكلمة (إهب اهب ) واذا قالها في ثورة انفعاله ينتظر الجيع ما سيحل على طرفها المعن والمقصود من كساد حال وتدمير مباغت لممتلكاته واغراضه
فإذا كان ثريا وبعيش حال منعمة ومترفة قال : إهب عليه ما تخلص فلوسه لو كان بحر لجفت مياهه فمن أين له بأكوامها وما هي مصادرها اهب ومليون اهب..
وإذا كان ذا منصب وجاه وسلطان (إهب) عليه ما هو راضي يترك مكانه لغيره صار ديناصور محنط ولازال متسلط ومتربع على كرسيه الوثير أعوذ بالله منهم ومن جشعهم وطمعهم ما يتركون لغيرهم شي إهب اهب ..
هذا هو حال ونفسية صديق المجموعة التي ينضم إليها حشد من أصدقاء العمر فلا غنى عنهم ويضطر بعض المتخوفين والحذرين من عينه الحاسدة إلى مجاراة علاقته ببناء جدار عازل من القراءات والأدعية المضادة قبل لقاءه
كنت أقابل كلامه كغيري بإطلاق ضحكات لا تنتهي ولما يتركه سخطه وحقده من أجواء كوميديه فيطلق امتعاضه وتذمره وشكواه بطريقة ساخرة وحاسدة ومثيرة تدفع من هو أمامه لمزيد من الاستفزاز لإطلاق المزيد ولو كنت في حالة هموم وإعياء و وكدر لأخرجك منها إلى قمة حالات الضحك وينسيك كل همومك وكدرك ومعاناتك الشخصية ..
الجميع يعترف بان حالة الجعجعة التي ينغمس فيها من رأسه حتى أخمص قدميه ممتعة لكل من يقترب منه ويستمع إلى أسلوبه وتفكيره السلبي للأمور تقوده لحسد الآخرين على العلن بانفعالات تضعه في توتر يسر مجالسيه ويضحكهم ..
غالبا تبدو معاناته مع الناس والمحيطين به إذا تبادر له أن احدهم خرج من عنق زجاجة الفقر إلى فضاء الأغنياء والميسورين ولو كان يعمل في قسم تحقيق امني لشكك في مصير كل من هم حوله ممن تحقق لهم نجاح في حياتهم ، فكيف حصل فلان على الشهادة العليا وهو مشهور بالكسل الدراسي ومعروف ومشهود له بالإهمال والتسكع في الأسواق وهواياته التي لا تتعدى وضاعة مستوى تفكيره فهو مدمن الانبطاح في المقاهي لفراغه الممل ، بينما كان هو المكافح ولا يزال يرواح مكانه لأنه نال شهادته العلمية بكفاح وتحت أضواء الفوانيس حتى جفت ماء عيناه من كثرة المذاكرة والقراءة والمثابرة ..
أصبحت لهجته المتصاعدة بالحدة ونبرة كلامه الساخط بوتيرة انتقاص لا تتغير من لبلوغ الآخرين درجات النجاح فيمحق نجاحاتهم بلعنة ( اهب ) ويشكك في سلامة بلوغهم لذروته ليرضي ذاكرته المريضة والمشحونة بالمواقف والذكريات وبالأحداث التي لا يتذكرها غيره ، كمن يتصيد في الماء العكر لتعكير أجواء الآخرين الصافية أو كمن يلقي جحرا في بحر المياه الآسنة حتى يثير انبعاثها عفن الروائح الكريهة بداخله فيثبت وقتها ما لم يثبت لمستمعيه فلا يتوقفون من قهقهة ضحكاتهم لأسلوب سرده الساخط الحاسد وبنفسيته المتعطلة بحسد الناجحين من حوله ..
إذا اغتنى أحدا أصدقائه القدامى بعد فقر مدقع قال إهب اهب من أين له بهذا المال وكيف له بها ومن أين أتاه وكيف اغتنى من العدم وتحولت حياته بمنتهى السرعة من الفقر والعوز إلى الترف الغنى وسعة الحال والرفاهية .. ويعلن صراحة حالة عدم التصديق والقبول بمجاراة حالة الجديد وانقلاب مسار حياته من حال إلى حال فكان مغموسا في سلسلة الديون لسداد مستلزماته وقضاء احتياجاته الأساسية ، أصبح بين عشية وضحاها صاحب تجارة ومال يلتف حوله اليوم طابور من الخدم والعمال ويمتلك من المستودعات والمخازن التي تعج ببضائعه الرائجة في محلاته التجارية .. بينما هو على ما هو عليه من حال لا يتغير ولم يبتسم له الحظ إلى نحو الوصول إلى ما وصل إليه غيره فكلما تقدم به العمر ضاقت عليه الفرص مع ارتفاع معدل الصرف للمستلزمات والاحتياجات فلا يخطوا إلى الأمام بل يتراجع إلى الخلف خطوات .. فيردد بحرارة الموضوع فيه (إن) وأخواتها مجتمعات إهب اهب..
ويظل يلهث خلف تساؤلاته ل يرضي نفسه من ضمور بتتبع خيوط تفك له تفسير اللغز المثير فأما كانت زوجته غنية رمت إليه أموالا فبنا هرم تجارته وانطلقت كالريح لا يقف أمامه سدا ولا مانع .. أو اختلس أو سرق أو كان له مصادر غير مشروعة أودعته في خانة الأغنياء من التجار وأصبح ماضي الفقر والعوز والحاجة في حياته في خبر ( كان ) وأخواتها مجتمعات ..
الزمن عند جبر الحسودي متوقف وهو على حاله هذا يكتفي بمراقبة حال الآخرين ورصد نجاحاتهم وتفوقهم وتغير أحوالهم .. أصبح أسير هذا الشعور وبالذات تجاه من كانوا يرتبطون به بعلاقات قديمة خلال مراحل حياته في الدراسة والعمل ومعارف وصداقات عديدة وقديمة ..
كأن عقاب الساعة وعداد الأيام والشهور والسنوات في حياته متوقف لا تدور ففضل النظر لحركة الآخرين وبالذات من تقدموا عليه بمراحل طويلة وباتجاه أميال بعيدة كان وقود انطلاقتها كفاح وشقاء وإصرار وكلما ازدادت سرعة أحدهم بالوصول نحو قمة من قمم النجاح سلط عليه دائرة الاهتمام والمراقبة ودقق النظر في مسيرته ومشوار نجاحه بما يرضي حالته ويصبر نفسه على شعور حالة توقف النمو في طموحه فهو قابع في مكان ثابت وماكث لسنوات بنفس وضعه لا يملك إلا مراقبة الآخرين وكلما تحركوا خطوات للأمام ووصل مسامعه مقطوعات انجازهم انزعج من الداخل وتحركت ذاكرته بلا شعور نحو استرجاع ما مضى من ثوابت سلوكهم الذي لا يولد نجاحا بغير الطرق الملتوية فيرضي قناعاته المتجمدة وأفكاره المحنطة وأسلوبه التوحدي المريض في تصيد مضمار سباق الآخرين نحو نجاحاتهم.
الجميع ممن يجالسوه يعترفون أنهم انه أمام حالة من الإدمان لمجالسته التي تجلب الضحك والسعادة فهو بهذا النحو وبهذا السلوك وبروح السخط والنقد والتشويه الساخر للآخرين يملك قدرة عجيبة على إخراجك من أي حالة توتر تشعر بها فتهز رأسك أمامه وأنت تبتسم وتضحك نزولا عند مبدأ الموافقة لما يقول لأن من لا يوافقه الرأي ولو حتى بالتزام حالة الصمت كل لا يدخل معه في جدلا لا ينتهي وترتفع معه حدة الأصوات حتى يثبت للجميع أن من يخالفه ويعارض رأيه السديد مستفيد ومتملق ووصولي لحاجة في نفسه سولت له هذا الدفاع لمصلحة تخصه لذلك فهو يتحمل وزر من يجامل وينافح من أجله
الجميع يفضلون الاستماع ومجارات حالة السخط عنده ، بل يكاد يجمع من درجوا على استفزازه حينما يكون الطقس عنده صحوا وهادئا بلا رعود وبروق ان مجلسهم ناقصا فيبدؤون بإطلاق صافرات الإنذار على مسامعه بآخر أخبار الناس حوله ففلان اشترى سيارة فاخرة قيمتها نصف مليون ريال دفعة واحدة وبدون أقساط فكيف تغير حاله وانقلبت أوضاعه سبحان مغير الأحوال وآخر وصل إلى مدير عام يحيط به مساعدين وموظفين وأصبح لا يرد على اتصالات معارفه دون رسائل تعريف بهم حتى لا يندفع بالرد على أيا من كان منعا للإحراج وسؤال الآخرين له بعدما اعتلى سدة المسؤولية في قطاع عمله .. أو غيره تزوج من غنية تكبره في السن من اجل الخروج من نافذة الفقر الكاتمة على أنفاسه إلى الملايين التي تجري في حساباتها البنكية فعاش في تبات ونبات تحت ظلها الوارف وودع حياة الفقر والفقراء إلى ابد الآبدين .
ولا يحتمل صاحبنا أكثر من إلقاء حالة واحدة على مسامعه لو زاد الوصف قليلا لما هو مثير للعابه وفي جانب يشعره بالنقص أو استغلال غيره لمال أو منصب أو تجارة فيهب على الجميع بثورة من الأسئلة ولا يتوقف عن السخرية لذلك الأحمق والأرعن والمتصابي الذي كان يستدين منه ثمن الشيشة التي يدخنها من شدة حاجته حتى حلول نهاية الشهر وقبل قبض مرتبه المحدود
كان الجميع يتخوف من ذلك الحسد إذا وجه كلاما لأحد المتواجدين في الجلسة خشية من حسده وانفلات عينه الشريرة التي بدأ يشتهر بها في أوساط مجالسيه فلا يستحي احدهم من إرغامه على قوا ما شاء الله تبارك الله بإلحاح ورجاء ل ينتهي عند حد .. فهو لأنه لا يحتمل الوقف إذا رأى احدهم يركب سيارة جديدة فيوجه له كلامه المعهود ويعود معه لأيام سبقت وهو يشكوا له مر الحال وضعف المرتب الشهري وكثرة المتطلبات الشهرية التي تقض مضجعه وتزيد عليه همومه فيسترجع صاحبنا كل ما فات ويردد على مسامعه اسطوانة الضحك على الذقون التي كان يرددها على مسامعهم فكيف له بشراء سيارات جديدة هذا المخادع وهو بالأمس يشكوا سوء الحال وضعف المرتب الشهري وكثرة الأعباء والهموم بينما يجمع من وراءنا ويدخر الأموال ويضخها في حسابه حتى وصل به الحال لشراء سيارته الجديدة ..
فالجميع يضحك والمقصود بالكلام الناقم والساخط بينما المقصود والمستهدف بالقول يقبل رأسه برجاء قول مشاء الله ، قبل أن تلحق به وبسيارته لعنة صديقة الساخط الحاسد ، فالمسألة لا تحتمل التأجيل حتى لا تقع وتحل عليه كارثة العين الحاسدة التي اشتهر بها ، فلن يطمئن إلا بخروج مشاء الله تبارك الله من لسانه حتى ينام ليلته مرتاح البال
كان احد مجالسيه وهو شخص غلبان لا يخبره بأي أخبار سارة تجري أمورها في حياته فإذا اشترى أرضا أو عقارا يخفي ذلك عنه ويحاول بقدر ما يستطيع إبعاده الخبر عن مسامعه ويحتفظ بسرية ذلك بحرص شديد وتكتم نهائي حتى لا يصله العلم بأموره الخاصة خشية حسده فهو شديد الوسوسة بالعين الحاسدة ويبخر نفسه يوميا ويلتزم بجميع الأوراد والأذكار قبل لقائه ورغم كرهه لسلوكه ولعباراته الحاسدة فل يقوى على مقاطعة علاقته لأنه فاكهة المجلس الذي يجمع أصدقاء عمره والجلسة بدون وجوده تكون مملة عابرة جادة لا لون فيها ولا طعم فإذا غاب سأل الجميع عنه وإذا غاب أو ابتعد لفترة قالوا الجلسة بدونه ما تسوى ..
وقد اشترى ذاك الموسوس قطعة ارض سكنية وكان حظه العاثر والتعيس أن صديقه عرف خبرها عن طريق احد الجالسين بطريق المصادفة لكن فلم تمر الإخبارية سريعا ولم يذهب ريحها عن أذنيه فطرقعها لمعرفة المزيد كموقع الأرض ومساحتها ومزاياها وقيمتها وكانت الطامة على ذلك المسكين بعد أن أوسعه توبيخا وقدحا بكل ما استطاع من عبارات ساخرة وناقمة وحاسدة على سره الذي يخفيه عنه وهو يمثل صورة المسكين الذي فلا مأوى له ولا ظل غير شقق الإيجار التي تنال من مدخراته النصيب الأوفر ..
ولم يتوقف وهم يلطم به بعبارات النقد والسخرية والسخط أمام الجميع العائمين بثورة من الضحك على هذه الحالة الفريدة التي لا تكرر أمامهم وفي موقف يندر أن يسجل لصديقهم الساخط والمغدور حسب ما يصف من كذب ذلك الذي ترتسم عليه ملامح الفقر كلما تحدث عن ظروفه ثم تظهر النتيجة النهائية أن له أرضا ذات قيمة عالية وموقع ممتاز وبمواصفات جيدة لو باعها لعاش حياته سعيدا وانفق منها لسنوات .
ولم يوقف هدير حسده إلا بفكرة أطلقها احد الموجودين في الجلسة أن يقيم مأدبة عشاء فاخر للجميع تسكت فيها الأفواه ويلجم بها حال صديقه الذي لا تهدأ حالته إلا بما يدسم شواربه ليغفر له كذبه عليه ويطلق بعدها عبارات التبريك ويصبح بعدها أمر أرضه مقبولا عنده ولم تمر أيام حتى كانت الوليمة الفاخرة التي سدت عينه وطالبه فيها بسماح اخوي وشرح له بكذبات جديدة قد تضعف الوقود الحيوي الذي يفور في عينية أن الأرض حصل عليها بدين ضخم سيلتزم بسداده عشرات السنين فقال له ما شاء الله تبارك الله وانقشعت غمة سوداء من ذلك المسكين وذهبت عنه كما يصف هموم الوسواس القاتل خوفا من عينه الحاسدة .
لم أنسى موقفه الذي أكد لي انه يعشق حسد الآخرين عندما اصطحبته برغبة شديدة منه إلى مكتب احد المسئولين ولا أتمالك نفسي من وصف حالته بعدما شاهد ورأى مكتبه الوثير وأثاثه المخملي وديكوراته الراقية وهو مدهوش ومنشغل في الحملقة مشدود لكل شيء يقع عليه بصره .. أكلمه ولا يرد علي وكأني احدث نفسي ..
قلت ما بك
قال لي اصمت اتركني أمعن النظر فذاك المعتوه من أين له بكل هذا وكم كلف هذا ومن صم له هذا وكم استغرق فعل هذا وعمل ذاك .. وإذا كان هذا مكتبه الذي ليس من جيبه ولا من مصروفاته فكيف يكون حال المكتب الذي يحدثنا عنه في منزله فبالتأكيد لا يقارن بهذا المكتب من فخامته ورقيه وكيف هو منزله .. وسألني هل ذهبت إلى منزله وأين يقع .. فلم أتمالك نفسي من الضحك حتى حالة الهذيان ولم أتوقف حتى دخل علينا المسئول الرفيع وأنا في حالة من الضحك نسيتا معها لبرهة الطلب الذي ذهبنا من اجله والحاجة التي قصدناه لإتمامها لنا .
وذات مرة كان يركب سيارتي في حاجة قضيناها سويا من إحدى الأسواق .. وكان المدينة تئن تحت قيظ الحر الشديد وتتحول المدينة ليلا ونهارا إلى مداخن تبعث الهواء الساخن عن مكيفات السيارات والمنازل مما يزيد من حرارة الجو وصعوبته ..
قال لي وهو يتحدث عن حرارة الجو بأن سيارتي القديمة تنتج هواء باردا من مكيفها المتواضع لا يشعرك أبدا انك في فصل الصيف الحار إلا إذا خرجت من سيارتك فأنا محظوظ بجهاز التكييف الذي تقتنيه سيارتي وهو رغم قدم السيارة لكنه أصيل غير مغشوش كما هي سيارته الجديدة .. وكلما يصف هو مكيف سيارتي ويضع يديه على فوهات الهواء البارد أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والله يستر..
حاولت أن اشرح له أن السيارة تمشي بالبركة وإنني كل شهر على اقل تقدير أزفها إلى ورش إصلاح السيارات واخسر على إصلاحها الشيء الكثير وإنني انتظر فرصة الخلاص من عذابها معي ووقف نزيف خسائرها المستمر حتى بات إصلاحها عادة شهرية لا تنقطع مع استلامي لمرتبي الشهري .. لكنه منهمك في استلطاف جهاز التكييف فيكفيه على وصفه لو كان في سيارته الجديدة الصنع والغالية الثمن جهاز تكييف مثله يقيه الحرارة ويشعره بمتعة الجو ..
لكن سبق السيف العذل.. فقد سبقت عينه الحاسدة كل محاولاتي لصرفها عن جهاز التكييف فنحن مقبلين على عيد الفطر المبارك ولا يوجد في المدينة من شمالها إلى جنوبها ورشة واحدة ستفتح أبوابها لاستقبال حالتي البائسة مع اشتعال حرارة الجو وفي مناسبة لن تسمح لي العائلة خلالها من فوات فرصة التنزه في المدينة طوال أيام العيد المنتظرة ..
وقتها فقط وليس قبل ذلك عرفت لماذا يصر مستمعيه بكل محاولاتهم الملحة بالضغط عليه وبإصرار ورجاء إلى حد تلبية رغباته بأن يذكر لفظ ما شاء الله تبارك الله فليس غيرها سبيل من صرف عينه التي لا تتوقف عند حد فلم تكفيه سيارة آخر موديل وحديثة الصنع وفارهة المزايا من ترك سياراتي القرنبع وحالها فتعلق بجهاز تكييفها المتآكل بفعل عوامل التعرية وكثرة الاستخدام وبقي يعمل بالبركة وينتظر من يعطيه رصاصة الرحمة ليتوقف فجاءته عين الحاسد لتوقفه عن العمل بصفة نهائية ولن يعود كما كان إلا بتغييره كليا لان إصلاحه كما نقل لي العامل سيكلف أكثر من ثمنه ..
لكنني لم استسلم لحال المكيف المعطوب خلال الجازة السعيدة ولم لترك عينه الحاسدة أيضا تفسد حال أسرتي الصغيرة فمن لطف الله علينا أنها توقف مفعولها عند حدود عطب مكيف السيارة المتهالك .. وقمت بالفعل باستئجار سيارة مؤقتة للتنزه خلال الإجازة وتركت مع سيارتي القديمة ذكرى لا تنتهي مع صاحبنا الحسود ..
ولم اقطع العلاقة به كي لا ابتعد عن أصدقائي وجلستهم الدورية الممتعة بوجوده لكنني لم أجامله بعدها إذا نظر إلي مجرد النظر بأن التصق فيه وامسك به بشدة وألح عليه بكل الوعود الممكنة مهما كلفني الأمر من شأن يرضيه فذلك لا يهم أمام هوس الوسوسة الذي أصابني بعد هذا الموقف حتى يطلق رصاصة الرحمة من فمه : ما شاء الله تبارك الله .